مثقفون: مذكرات «أيامي» لجمال أسعد شهادة مهمة لسياسي وطني (صور)

احتفى مثقفون ومجموعة كبيرة من الصحفيين والكُتّاب بصدور كتاب “أيامي” للمفكر القبطي الكبير جمال أسعد “أيامي” وذلك بقاعة فكر وإبداع في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ54، وسط ترحيب كبير من زوار المعرض بجديد الكاتب السياسي الكبير الذي حكى تجربته السياسية، خاصة في محطته بمنظمة الشباب والاتحاد الاشتراكي.

قال الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس تحرير جريدة اليوم السابع، إنه كان يطلب من جمال أسعد محطاته المختلفة، وتسجل مواقفه، لأن تلك الفترة تستحق التوثيق.
وأضاف «القصاص» خلال ندوة مناقشة مذكرات «أيامي» للكاتب جمال أسعد بقاعة فكر وإبداع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته 54: «أتمنى من كل من عاصروا مثل هذه الفترات أن يكتبوا عنها لتوثيقها، لأن كل شخص ستكون له رؤيته المختلفة، وهناك محطات مر عليها سريعا وأهمية هذه المذكرات تتمثل في ارتباط جمال أسعد بتجربته السياسية خاصة محطته بمنظمة الشباب والاتحاد الاشتراكي».

وتابع: «لم يقل كل شيء وتحفظ في بعض الأمور، لكنها ميزة هذه السير أنها تجعلنا نتلمس التناقضات التي شهدتها الفترات المختلفة، خاصة المرحلة حقبة من السبعينيات حتى التسعينيات وشكلت وعي أغلب الجيل الحالي من السياسيين.. يرصد جمال أسعد فترة الثمانينيات وشهدت حالة من الزخم الحزبي خاصة حزب التجمع وكان يهاجمه السادات بحجة أنه شيوعي».
واختتم: «جمال أسعد عاصر فترة مهمة، لأنه عاصر أنظمة صاغت فكر الناس، وعاصر فترة ظهور شركات توظيف الأموال وكيف تحول الدعاة إلى وجوه إعلانية، وشهد أيضًا تراجع الحراك السياسي والزخم السياسي».
وفي السياق، قال الكاتب الصحفي حمدي رزق، إن مذكرات الكاتب جمال أسعد تؤكد وسطيته، موضحًا أن تلك المذكرات لمسته ربما لأن النشأة كانت واحدة أو متشابهة إلى حد كبير في بساطته.

من جانبه قال الكاتب جمال أسعد، إنه لا يدعي أنه يستطيع كتابة مذكرات لكن الزملاء دفعوه إلى تلك الكتابة وليست المذكرات، وكانت وسيلة للكتابة عن طبقته الأقرب للفقيرة والأحداث التي شارك فيها، لأنه لا يستطيع أن يقوله إنه صنع أحداثًا، وهو يؤمن أن النشأة أثرت فيه لأنه نشأ في بيئة لا يوجد بها أقباط سوى هو وأبناء الخالة.
فيما قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، إن النشأة الصعبة أثرت في أجيال كثيرة وشكلت وعي جمال أسعد وجعلته بهذا العمق وهذا الثراء، ورغم أن هذه البيئة كانت جافة لكنها أنتجت جيلًا قادرًا على التطور، على الرغم أنه من يراها يتصور أنه من المستحيل خروج مبدعين منها.

وأضاف أن جمال أسعد لم يظهر أبدًا على أنه الرجل الثوري أو المهادن للسلطة، بل ظهر بدور إصلاحي وطني وكان مرتبطًا بالكنيسة، لكنه وطنيته جعلته يخالف أحيانًا موقف الكنيسة لصالح موقفه العروبي والقومي، وكان دائمًا يحاول أن يخدم أهله.